لسنوات طويلة و الناس تنظر إلى الحورية أو عروسة البحر كما تُسمى على أنها كائن أسطوري ، لا وجود له إلا فى عالم الخيال و كمخلوق خرافى اجتهد الناس فى رسم صورة تخيلية لها و تجسدت صورة عروسة البحر على أنها امرأة جميلة بذيل سمكة فى ثقافات عديدة ، و حتى وقت قريب كان يُنظر لها علمياً على أنها مخلوق خرافى .
السلطات الأردنية غيرت هذا التصور مؤخراً بإكتشاف مذهل كان له الفضل فى إخراج عروسة البحر من عالم الخرُافة إلى عالم الحقيقة بعثورهم على عروسة بحر مُحنطة نصفها العلوى على هيئة جسم امرأة و نصفها السفلى على هيئة سمكة كانت تحاول عصابة متخصصة فى تهريب الآثار تهريبها إلى خارج البلاد .
و الواضح أن الصورة الراسخة فى أذهان الكثير من المصريين تجاه عروس البحر تنصب حول كونها كائن حقيقى و موجود فى عالم الواقع ، و ربما ترجع اعتقادات الأغلبية العظمى فى ذلك إلى أقول شائعة أو قصص و روايات السالفين أو التراث الهائل بحكايات ألف ليلة و ليلة و فى ظل عدم توافر الدليل القاطع الذى يضع حداً للجدل الدائر حول وجود عروسة البحر من عدمه فى حياتنا تداول البعض شائعة غريبة عند ظهور ما يسمى بعروس البحر على أحد الشواطئ بمدينة الفيوم ، و رغم ان الأمر يبدو فى صورته مجرد مزاعم إلاأن القصة إنتشرت بين الناس .
و قد حدث ذلك - حسبما أفاد شهود العيان - على شاطئ بحيرة قارون بالفيوم الأسبوع قبل الماضى و تحديداً يوم الثلاثاء الموافق 13 /7 من الشهر الجارى الساعة العاشرة صباحاً أثناء ذروة الإزدحام على الشواطئ من المصطافين و الرواد ، و بينما كان الجميع يستمتعون بأوقاتهم سواء بالإستحمام فى المياه أو الجلوس على رمال الشاطئ و على بعد امتار قليلة فى المياه فوجئ الجميع بما لم يكن فى الحسبان ، اضواء و أشعة غريبة تنبعث من المياه .. و أمواج سريعة متتالية كما لو أن البحيرة أعلنت عن غضبها ... لفت ذلك جميع أنظار الرواد و المصطافين الذين توقفوا فى أماكنهم من فرط الدهشة و الخوف ، و لم يُبقوا على هذه المشاعر طويلاً حتى خرجوا من المياه و بسرعة فائقة اعتقاداً بأن هناك حوتاً أو وحشاً من وحوش البحر يبحث عن فريسة و تجمع الكل على الشاطئ موجهين عيونهم إلى المياه ترقباً لما سيحدث فيما بعد .
و أضاف اصحاب المزاعم : إن المصطافين لم ينتظروا طويلاً فبعد دقائق معدودة من تصاعد الأمواج فجأة و بدون سابق انذار كما لو كانت البحيرة انشقت خرج من البحيرة مخلوق غريب أشبه بفتاه عاريه فائقة الجمال و الأنوثة طولها حوالى 180 سم ، شعرها طويل و لونه اصفر و وجهها يشع منه عينان ذهبيتان ، أخذت تخرج جسدها من المياه رويداً رويداً و الناس يحدقون فى هذه الفتاه التى لم تكن فى حقيقة الأمر - كما قال شهود عيان - سوى حورية من حوريات البحر التى نسمع عنها في حكايات ألف ليلة و ليلة .
البعض تعالت صيحاتهم و البعض الآخر أخذ يهلل بينما آخرون لملموا أغراضهم و سحبوا أطفالهم بعيداً عن الشاطئ و قد يزعم أحد شهود العيان و يُدعى ( محمد ) لقد كانت قسمات وجهها بشرية تزينه ابتسامة مشرقة اخذ الناس ينظرون إليها فى تعجب و إندهاش و بمجرد ان أخرجت رأسها من الماء زاد معه الناس فتح أفواههم ذهولاً مما يرونه .. كانت شابة جميلة ذهبية الشعر ، بيضاء البشرة تتغلب عليها الملامح الاوروبية .
المشهد لم يستمر أكثر من ثوان قليلة .. كما يزعم شاهد عيان آخر يُدعى على حيث غطست مرة اخرى و كأنها فص ملح و ذاب .. أسرع البعض ليتبعها دون جدوى و لكن البعض الآخر التف حول شخص عجوز يُدعى عم صابر معروف بأنه شيخ الصيادين بالمنطقة .. كلمات عم صابر طمأنت الذين التفوا حوله - كما يقول على حيث فاجأهم بروايات و قصص تركد وجود الحوريات فى البحيرة منذ زمن طويل فقال لهم إنه رأى إحداهن مرة واحدة فى هذا المكان منذ 15 عاماً و كان ذلك أثناء وقوفه وحده على الشاطئ حيث ظهرت له فى الماء و أخذت تقترب منه رويداً رويداً و غطست فى الماء قبل ان تقذف له بشئ أشبه بقوقعة فعاد إلى منزله و حكى لأقاربه الواقعة فأخبروه بأن إحدى بنات قارون تظهر كل فترة لتهب جزءاً من كنز أبيها المدفون فى البحيرة إلى صاحب الحظ كما يعتقد